الإدارة العامة للطلب وكفاءة الطاقة
تسعى الإدارة العامة للطلب وكفاءة الطاقة لدراسة التزايد الهائل في الطلب على الطاقة والسعي نحو تأمين المصادر الضرورية لتغطية هذا الاستهلاك الكبير ، وذلك من أجل تعزيز مفهوم “الأمن الطاقي ” Energy Security في وطننا، ولذلك، كان لا بد من وضع خطط واستراتيجيات أساسية لإدارة هذه الطاقة من خلال إطالة فترة استهلاكها بالنسبة للمصادر التقليدية، وفي الوقت عينه التوجه نحو الاعتماد على مصادر متجددة وصديقة للبيئة .
وإذا قمنا بإلقاء نظرة عامة على أهمية تحسين ورفع كفاءة الطاقة ومؤشراتها العالمية، لوجدنا أنها ساهمت في تخفيض الاستهلاك بمقدار 13 بالمئة، من العام 2000 إلى 2016، وهذا بدوره يعود إلى تزايد الاهتمام الجدي والفعلي بالإدارة الصحيحة لأنظمة القدرة التي تساعد في إيجاد الهيكلية المناسبة لمراقبة الاستهلاك وترشيده في مختلف القطاعات، سواء قطاع المباني أو النقل، أو حتى في القطاع الصناعي، من خلال استخدام مواد بناء ذات عزل عالٍ للتخفيف من استخدام المكيفات صيفا والتدفئة شتاءً، والاعتماد على المصابيح الموفرة للطاقة ومصابيح الـLED ، ولا ننسى الدور الكبير لمصادر الطاقة المتجددة في رفع كفاءة الطاقة من خلال إدخالها في توليد الكهرباء أو الاعتماد عليها في تسخين المياه أو التبريد، أما دخول السيارات الكهربائية في قطاع النقل، فكان له الأثر الكبير في رفع الكفاءة الطاقوية في هذا القطاع، وقد نمت أسواقها بحوالي 40 بالمئة في العام 2016.
ثمة العديد من الدول العالمية عمدت إلى تطبيق كفاءة الطاقة في أنظمتها المتنوعة، ويختلف حجم الكفاءة من بلد لآخر، لذلك نلاحظ – حسب ما جاء بالتقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة 2017Energy efficiency – بأن الدول الأوروبية كان لها الحصة الأكبر منذ العام 2000، لكن من عام 2008 إلى 2016 برزت الصين على نحو واسع في هذا المجال بالمقارنة مع بقية البلدان، وهذا ما تؤكده نسب مساهمة الدول في رفع الكفاءة حيث نلاحظ أثر الخطط المتبعة على زيادة النسبة في العديد من البلدان بدءا من العام 2008
إن التوجه نحو تطبيق كفاءة الطاقة أمر مهم وضروري مع التزايد الكبير في الاستهلاك، لكن لا بد في البداية من كسر الحواجز التي تعيق التطبيق من خلال التوعية على أهمية تحسين الكفاءة والسعي نحو وضع خطط عملية في تحسين إدارة الطاقة وجمع البيانات الضرورية لتطبيقها، كما لا ننسى التشجيع في استخدام المعدات والأجهزة الموفرة من مصابيح ومواد بناء عالية الكفاءة مساهمين في ذلك في ترشيد الاستهلاك والتقليل من الانبعاثات الكربونية المضرة للبيئة والإنسان.